يمتاز العراق بان له فناَ زاخراَ يميزه عن باقي البلدان العربية ، الا وهو فن المقامات ونغماته التي ترسخت في نفسية الفرد العراقي الاصيل ، لذا نشاهد المقام في كل نواحي الحياة الاجتماعية ابتداء من المهد الى اللحد.
1- منذ ان يولد الطفل تقوم الام بتنويمه وهى تغني له على نغم المثنوي - دللول با ولد يبني دللول.
2- في الزورخانات (النوادي الرياضية) كان المرشد يضبط ايقاعه على الطبلة ويغني لهم ما يلائم العابهم وخصوصا على مقام البنجكاه.
3- عند الباعة عندما ينادي الباعة لترويج بضائعهم وخصوصا الذين يبيعون الخضار والبضائع المختلفة وهنا يستعمل الباعة نغم الركباني.
4- في الافراح و الحماس للمعارك كانت تستخدم الهوسة الشعبية .
5- عند التعازي ، حيث يقوم القارئ بالنعي بواسطة مكبرات الصوت فيكون على نغم القزازي وعند التغسيل على نغم السفيان.
6- المجالس الحسينية ويقرأون بالبدايه على نغم الماهورى او سفيان او خلوتى او ركبانى.
7- في الموالد والمدائح النبوية حيث يقرأ المقام وبأنغام فرحة عند مدح الرسول (ص) ويتحول الى نغم به حزن عند الذكر اى ذكر عظمة الله.
8- في قراءة القرآن الكريم ويمكن تمييز القراءة في المدرسة العراقية عن القراءة في المدرسة المصرية ويقرأ على انغام الطاهر والماهوري وخلوتي والعشيران .
مجمل القول ان العراقيين وخصوصا اهل بغداد من فرط انهماكهم في الانغام والالحان طغى على اذواقهم طغيانا عظيما حتى الناس لا تسمع خطيبا او قارئ قرآن اذا لم يكن ذا صوتٍ عندليبٍ مُنَغَم.
تـصـنـيـف الـمـقامـات
كانت المقامات تزيد على ثمانين مقاما ، وقد اهمل الكثير منها لأسباب متعددة منها لأنها ناقصة من الناحية الفنية ومنها لكونها متشابة والبعض لعدم توفر الشروط وبعضها تحول الى وصل او قطع صغيرة ضمن حركة مقام معين ومنها من لا يتسم بالروح العراقية ولا يتفاعل معه المستمعون ، وقد اورد الرجب في كتابه عن المقام العراقي ثلاثة وخمسين مقاما ،وافاد ان الانغام التي تتفرع منها كل المقامات عراقية ، ولكن هنالك بعض المقامات ليس عراقية بحتة بل تركية او فارسية وغيرها وأضيف عليها بعض الانغام، ولكن المقام العراقي يبقى الاكبربينها.
تصنف المقامات الى قسمين الاول هى مقامات الفصول والثانى مقامات غير داخله بالفصول وهى تضم كل المقامات الاخرى
مقامات الفصول وهي:-
البيات، الحجاز، الرست، النوى، الحسينى ،حجاز ديوان، النارى، قوريات ، منصورى، مسجين، دشت العراق ،الطاهر، عربيون عجم، حجاز، أورفه ،المحمودى، العربيون عرب، جبورى، بنجكاه، أرواح ،السيكاه، ابراهيمى، خنبات ،راشدى، أوج ،المخالف، الحديدى، حكيمى ،الحليلاوى، صبا .
مقامات خارج الفصول :-
الجمال ،الهمايون ،النوروز عجم ،البشيرى ،الدشتى ،بيات عجم ،المثنوى السعيدى ،القطر ،خلوتي ،نهاوند ،البهرزاوي ،المكابل ،شرقي رست،
شرقي دوكاه ،الكلكلي ،المدمي ،الحجاز آجغ ،التفليس ،الباجلان ،الحويزاوى ، الأوشار، الحجاز كرد.
- مقامات يقرأ بها الشعر الفصيح
رست، بيات، حجاز، حسيني .
- مقامات يقرأ بها الشعر الزهيري(شعر من اللهجة العامية العراقية)
الابراهيمي، حجاز كاركورد، المحمودى، الناري، شرقي دوكاه، الحديدي، باجلان، المخالف، المرمي، بهرزاوى، حليلاوي، جبورى، محمودى راشدي
مسجين، كلكلي، عريبون عرب، شرقي رست، مكابل، قطر، مدمي، حكيمي.
السملك وهى طريقة غنائية خاصة بالعتابا ونغمتة سيكاه ويغنى نهاية مقام الحكيمي.
اللامي نغم خاص بقراءة الابوذية ويستقر على درجة سيكاه.
الركباني غناء خاص عند البدو لحدي الابل وله نظام خاص .
تـاريـخ الـمـقـام
ان المقام العراقي فن اصيل وتراث حضاري امتزجت وتفاعلت معه فنون حضارية اخرى ، وهو عُصَارة احقاب من الزمان لا يُعرف تاريخ محدد او فترة محددة لتأليفه ، وهناك من ينسبه الى العصر العباسي كما يقول شعوبي ابراهيم ، او الى العهود المظلمة اى فترة الحكم العثماني وهي لا تتجاوز 400 عام كما يقول الرجب ، ان المقام ليست دائرة مغلقة بل حلقة مفتوحة يمكن بواسطتها تطوير واضافة مقامات جديدة كما فعل الاستاذ المرحوم محمد القبنجى .
فترة الانقطاع
يقول الفنان والخبير الاستاذ الرجب ، نحن الان بعد موت الفنان يوسف عمر في فترة انقطاع ، ويقصد بهذا الانقطاع عدم وجود قارئ مقام يفهم الانغام والتركيبات النغمية ، ويفهم لماذا صيغت او صنعت هذه المقامات بهذا الشكل ، بل يوجد قراء فقط ، ان المقام هو الارتجال الكامل الذي يعتمد على السمع وينطق بالحنجرة ، وهذا من احد الاسباب التي تجعل كتابة المقام (اي تنويته) عملية صعبة ، لانه كلما زاد الارتجال قل المكتوب والعكس صحيح. وللحديث بقية...
د. محمد العامري