حكمة اليوم

[د.نعمان]

أود ان افتح موضوع جديد تحت عنوان " حكمة اليوم " ارفع فيه مختارات من حكم او اقوال مأثورة ذات معاني عميقة
ولها مدلولات نافعة معظمها تعود الى فلاسفة او ادباء او شخصيات اجتماعية او سياسية ، سوف ارفعها تباعاً. أما الفكرة فقد راودتني عندما استلمت من قريب لي بعض الحكم التي اعجبتني كثيراً. واليكم حكمة اليوم دون تعليق لأن هذه الحكم لا تحتاج الى شرح او تفسير فهي تنطق بما فيها.

أقسى لحظة ، أن لا تجد من تُخبره أنك لست بخير

[د.نعمان]



مثلما تترك بعض الاطعمة تبرد قليلا ليسهل أكلها

اترك بعض الخلافات تهدأ قليلاً ليسهل حلها

[د.نعمان]

كم جاهل ظن الخيال حقيقة...ورأى الحقيقة في الحياة خيالا

من قد أضاع صوابه في نهجه...عدَّ الهدى للسالكين ضلالا


جميل صدقي الزهاوي

[د.نعمان]

الوفاء غالي جداً

فلا تتوقعه من رخيص



[د.نعمان]

إِذا كُنْتَ في كُلِّ الأُمُورِ مُعَاتِباً ... صَدِيقَكَ لم تَلْقَ الذي لا تُعاتِبُه 

فَعِشْ وَاحِداً أَوْ صِلْ أَخاكَ فَإِنَّهُ ... مٌقَارِفُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجَانِبُه  



بشارة بن برد

[د.نعمان]



لو نظر الناس الى عيبهم ما عاب انسان على الناس



[Loaie Al-Sayem]

هذه الكلمات هي خلاصة تجارب الناس وذاكرة الأمم
مودتي حبيبنا المحترم

[د.نعمان]

 شكراً يا صديقي العزيز باشمهندس لؤي الصايم. لقد وضعت عنوان الموضوع " حكمة اليوم " ولكن ممكن ان يضم اقوال وكلمات مأثورة او ابيات شعرية يضرب فيها المثل. واهدي لك وللقراء حكمة هذا اليوم وحكايتها الطريفة وبما انك واسع الاطلاع في الادب الرفيع و لغتنا الجميلة فانك  على الاغلب  تعرف الحكاية :

من راقب الناس مات هماً
وفاز باللذة الجسور

والابيات هي للشاعر العباسي ٍ" سلم بن عمرو" الملقب ب " سَلْم الخاسر " وهو مولود في مدينة البصرة العراقية. الغريب هو ان هذه الابيات اشتهرت وانتشرت بشكل واسع واصبحت مثلاً يردده الناس ومنذ اجيال طويلة ولحد الان ، وستبقى شائعة لاجيال طويلة ايضاً. والعجيب هو ان الشاعر قد اقتبس البيت من قصيدة لاستاذه الشاعر العباسي الكبير " بشار بن برد " الذي قال :

من راقب الناس لم يظفر بحاجته
وفاز بالطيبات الفاتك اللهج

وقد اثارت ابيات " سلم بن عمرو " سخط وغضب " بشار بن برد" الذي استطاع ان ينتزع من " سلم بن عمرو " اعترافاً بانه قد اخذ المعاني من البيت الشعري لاستاذه. والحقيقة هي ان الشاعر " بشار بن برد " قد ادرك بغريزته الشعرية ان البيت الشعري " من راقب الناس مات هماً..."  سينال شهرة كبيرة وسيصبح مثلاً شائعاً.

[Loaie Al-Sayem]

سلمت لنا حبيبنا المحترم

لمَّا تحدثت حضرتك عن "سلم الخاسر" لا أدري ما الذي ذكرني بالشاعر "تأَبَّط شَرَّاً" وللطرفة أضع سبب تسميته بهذه الكُنْية في الآتي
اسمه ثابت بن جابر بن سفيان بن عدي بن كعب بن حرب بن تيم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان و تأبط شراً لقب لقب به. ذكر الرواة أنه كان رأى كبشا كبيرا في الصحراء فاحتمله تحت إبطه فجعل يبول عليه طول طريقه، فلما قرب من الحي ثقل عليه الكبش فلم يقله فرمى به فإذا هو الغول فقال له قومه: ما تأبطت يا ثابت؟ قال: الغول، قالوا: لقد تأبطت شراً فسمي بذلك. وقيل: بل قالت له أمه: كل إخوتك يأتيني بشيء إذا راح غيرك فقال لها: سآتيك الليلة بشيء، ومضى فصاد أفاعي كثيرة من أكبر ما قدر عليه فلما راح أتى بهن في جراب متأبطاً له فألقاه بين يديها ففتحته فتساعين في بيتها فوثبت، وخرجت فقال لها نساء الحي: ماذا أتاك به ثابت؟ فقالت: أتاني بأفاع في جراب فقلن: وكيف حملها؟ قالت: تأبطها، قلن: لقد تأبط شراً فلزمه تأبط شراً. وقيل لقب بتأبط شرا لأنه كان كلما خرج للغزو وضع سيفه تحت أبطه فقالت أمه مرة: تأبط شرا، فلقب بهذا اللقب.
وقد قال عمرو بن أبي عمرو الشيباني: نزلت على حي يدعى بسة من فهم إخوة بني عدوان من قيس فسألتهم عن خبر تأبط شراً فقال لي بعضهم: "وما سؤالك عنه، أتريد أن تكون لصاً؟ " قلت: لا، ولكن أريد أن أعرف أخبار هؤلاء العدائين، فأتحدث بها، فقالوا: نحدثك بخبره: "إن تأبط شراً كان أعدى ذي رجلين وذي ساقين وذي عينين وكان إذا جاع لم تقم له قائمة فكان ينظر إلى الظباء فينتقي على نظره أسمنها، ثم يجري خلفه فلا يفوته حتى يأخذه فيذبحه بسيفه ثم يشويه فيأكله. ويكاد لايرى لشدة سرعته

[د.نعمان]

حياك الله يا استاذنا العزيز لؤي الصايم وكفاك وكفانا الشر وجعلنا من حملة الخير " تأبَّط خيراً " بدلاً من " تأبَّط َ شَرَّاً ". واليك والى القراء الاعزاء هذه الحكمة الصينية :

وُلِدوا .. فتعذّبوا .. فماتوا


هذه الجملة لحكيم صيني استهل بها الجواهري مذكراته المؤلفة من جزئين. الشاعر محمد مهدي الجواهري يتحدث عن حكاية الحكمة فيقول :

 ( يروى أن حاكم الصين قبل خمسة آلاف سنة – هذا الإمبراطور جمع مرة كل العلماء في بلاطه طالبا منهم تأريخ العالم. وكان جوابهم: سمعًا وطاعة. ومرت
السنون، وكلما سأل الإمبراطور العلماء عما توصلوا إليه كان جوابهم: ما زلنا نبحث
ونعمل. إلى أن قربت نهايته، فجمع العلماء ثانية وقال لهم: أنا الآن على فراش
الموت، ورغبتي لم تتحقق حتى الآن، هل هناك من تفسير لتقاعسكم في تلبية طلبي؟
فأجابه أحدهم: يا إمبراطورنا العظيم، أنا أوجز لك ما طلبت: ولدوا.. فتعذبوا.. فماتوا. عندها قال الإمبراطور: هذا صحيح. وهذه فعلا هي الحياة.
ولو عاد اليوم المتنبي من قبره لقال: «ولدت.. فتعذبت وذبحت في الكوفة».وهذا ينطبق علي وعلى كل الناس).

وهكذا اختصر الحكيم التاريخ للملك.